
على ضفاف الذكريات البورسعيدية
بورسعيد أكبر صدمة فى عمرى
ـ 1 ـ
محمدأسامة البهائى

كنا نحن البورسعيديون صغاراً وكباراً محملين بالشغف والشوق لمدينتنا ولكن هذا كله ُقبـِل بصدمة ، استطاعنا بحبنا لبورسعيد وإصرارنا على البقاء بها برغم جيوش الفئران الضخمة المتوحشة التى ماعاد لايهمها لاقطط ولا سباع ولا ذئاب بشرية ، تتبجح وكأنها الند للإنسان على هذه الأرض فخربت ونخورت وتعّدت على الدواجن والطيور وأبراج الحمام المنتشرة فوق سطوح غالبية منازلنا .. بل ألتهمت أطفالا

وأحد هذه الصدمة أيضا عدم كفاءة وابور النور ( محطة الكهرباء ) مما يؤدى لإنقطاع التيار الكهربائى لساعات وأحيانا نقضى أياماً بلا كهرباء

الأمر الذى لايؤثر على البورسعيدية لتمكنهم من استعمال لمبة الجاز بمقاساتها ومسمياتها بمنازلهم أما المقاهى والباعة والمحلات يستعملون الكولوب أبو رتينة ومن ناحية اخرى كانت أجهزتهم المنزلية لاتتعدى راديو فيلبس وقلائل من الأسر يمتلكون التليفزيون وبعض المحلات التى يعتمد نشاطها على ماكينات كهربائية كانوا يحتاطون بالماكينات اليدوية .

يأتى بعد ذلك الصرف الصحى لمدينة بورسعيد وعلى الرغم من أن البنية الأساسية بتصميم وتنفيذ الفرنجة الفرنسين إلا أنها أهملت مايقارب سبع سنوات ويأتى تزاحم الأهالى على المدينة عبأ على شبكة الصرف الصحى فلم تكن بها القدرة الكافية لما أُهمل منها وخرب تماما بفترة الحرب .. ومع ذلك والبورسعيدية على الرغم من معاناتهم من مشكلات البنية التحتية بالمدينة كانوا مقبلين على الحياة كالسمك الذى عاد لمياهه الأسرة التى هجرت كبر أولادها ومنهم من تزوج بالتهجير ومنهم من كبر .. فعادت أسرتان على الأقل أو ثلاثة أسر بالإضافة للقرار الخاطئ من السادات بعودة المهجرين أصبح أمام بورسعيد والبورسعيدية كارثة الإسكان فمن أين لأسرة عادت بثلاث أسر ببيتين لمأواهم جميعاً ومن هنا كانت الصدمة الكبرى التى إزدادت بالوافدين الجدد من أقاليم مصر .. راحوا يزاحمون أبناء بورسعيد العائدين من هجرتهم فى الحصول على السكن وفى الغالب تكون لهم الغلبة لأن معظمهم ريفيون يبيعون قيراطاً زراعياً وبأمواله يحلون مشكلاتهم التى يعجز البورسعيدى فى ذاك الوقت على حلها وبخاصة أنه ظل لمدة ست سنوات يتقاضى شهريته من الشئون الأجتماعية تحت بند أعانة تهجير لاتتعدى الجنية والنصف للفرد فى أسرة


ففى بيتنا ونحن أسرة فقيرة نتعايش بمعاش والدى المتوفى أصبح لدينا الغسالة المجرية بسعر ثلاثون جنيها وتليفزيونا14بوصة ماركة ناشيونال بسعر خمسة وخمسون جنيهاً والمكواة والراديوكاسيت والبوتاجاز فى غضون شهور قليلة لم يرهق كاهلنا سداد أقساطهم إلى أن أكتملت ببيتنا كل سبل الرفاهية الجديدة علينا ونحن نموذج لملايين الحالات ببورسعيد.
وسنتابع فى الأعداد القادمة بمشيئة الله تعالى
هناك تعليق واحد:
بورسعيد مدينة الصمود ، ورمز التحدي في أيام الزمن الجميل ، زمن كان همنا كلنا الوطن ، يجمعنا صوت واحد ، وهدف واحد .. تحية لهذا الوفاء يا أستاذ محمد
محمد سامي البوهي
إرسال تعليق