الأربعاء، 23 أبريل 2008

على ضفاف الذكريات البورسعيدية


على ضفاف الذكريات البورسعيدية

بورسعيد أكبر صدمة فى عمرى
ـ 1 ـ


محمدأسامة البهائى
مع كامل الأحترام للكاتب البورسعيدى الأصيل سمير معوض صاحب هذا العنوان لكتابة الجزء الأول على ضفاف الذكريات والذى تناول فيه أستعراض لملامح من تاريخ بورسعيد ..فلقد عرفت هذا الرجل بصالون الربيع الأدبى .. عقب عودتنا من فترة التهجير التى طالت ست سنوات بعد أحداث سبعة وستين وبأتمام حرب 1973
كنا نحن البورسعيديون صغاراً وكباراً محملين
بالشغف والشوق لمدينتنا ولكن هذا كله ُقبـِل بصدمة ، استطاعنا بحبنا لبورسعيد وإصرارنا على البقاء بها برغم جيوش الفئران الضخمة المتوحشة التى ماعاد لايهمها لاقطط ولا سباع ولا ذئاب بشرية ، تتبجح وكأنها الند للإنسان على هذه الأرض فخربت ونخورت وتعّدت على الدواجن والطيور وأبراج الحمام المنتشرة فوق سطوح غالبية منازلنا .. بل ألتهمت أطفالا رضع وتسببت فى هلع الكثيرين ويرجع هذا لخلو المدينة طوال فترة التهجير من البشر والأسر والعائلات فالبيوت خاوية والمحال مغلقة والشوارع يسير بها كل حين وآخر بعضاً من جنود الجيش والبورسعيدية المُكلفين بمهام الأستبقاء .
وأحد هذه الصدمة أيضا عدم كفاءة وابور النور ( محطة الكهرباء ) مما يؤدى لإنقطاع التيار الكهربائى لساعات وأحيانا نقضى أياماً بلا كهرباء
الأمر الذى لايؤثر على البورسعيدية لتمكنهم من استعمال لمبة الجاز بمقاساتها ومسمياتها بمنازلهم أما المقاهى والباعة والمحلات يستعملون الكولوب أبو رتينة ومن ناحية اخرى كانت أجهزتهم المنزلية لاتتعدى راديو فيلبس وقلائل من الأسر يمتلكون التليفزيون وبعض المحلات التى يعتمد نشاطها على ماكينات كهربائية كانوا يحتاطون بالماكينات اليدوية .

يأتى بعد ذلك الصرف الصحى لمدينة بورسعيد وعلى الرغم من أن البنية الأساسية بتصميم وتنفيذ الفرنجة الفرنسين إلا أنها أهملت مايقارب سبع سنوات ويأتى تزاحم الأهالى على المدينة عبأ على شبكة الصرف الصحى فلم تكن بها القدرة الكافية لما أُهمل منها وخرب تماما بفترة الحرب .. ومع ذلك والبورسعيدية على الرغم من معاناتهم من مشكلات البنية التحتية بالمدينة كانوا مقبلين على الحياة كالسمك الذى عاد لمياهه الأسرة التى هجرت كبر أولادها ومنهم من تزوج بالتهجير ومنهم من كبر .. فعادت أسرتان على الأقل أو ثلاثة أسر بالإضافة للقرار الخاطئ من السادات بعودة المهجرين أصبح أمام بورسعيد والبورسعيدية كارثة الإسكان فمن أين لأسرة عادت بثلاث أسر ببيتين لمأواهم جميعاً ومن هنا كانت الصدمة الكبرى
التى إزدادت بالوافدين الجدد من أقاليم مصر .. راحوا يزاحمون أبناء بورسعيد العائدين من هجرتهم فى الحصول على السكن وفى الغالب تكون لهم الغلبة لأن معظمهم ريفيون يبيعون قيراطاً زراعياً وبأمواله يحلون مشكلاتهم التى يعجز البورسعيدى فى ذاك الوقت على حلها وبخاصة أنه ظل لمدة ست سنوات يتقاضى شهريته من الشئون الأجتماعية تحت بند أعانة تهجير لاتتعدى الجنية والنصف للفرد فى أسرة يُصرف لعائلها أربعة جنيهات ، فثلاثة أفراد يتقاضون سبع جنيهات شهرية .. أنقطعت بالعودة وكان على البورسعيدية تدبير سبل حياتهم من خلال أنشطة المدينة المتاحة ( الميناء ـ الصيد ـ الحرف اليدوية ـ الباعة الجائلين ـ التجارة ـ والعمل لدى الغير ) وذلك فى الأعوام من 74 ، 75 ، 76 قبيل تحويل بورسعيد منطقة حرة عالمية بقرار من الرئيس السادات كمكافأة لشعب بورسعيد ودوره البطولى وتحمله ماتحمله نتيجة للعدوان والحروب ونظراً لعدم التخطيط العلمى السليم من قبل المسئولين وأبناء المدينة فُتحت بورسعيد سوقاً إستهلاكياً كبيراً نستورد منتجات من بلاد شرق أسيا وأوروبا بمليارات الدولارات سنوياً .. الأمر الذى راح ينخر فى صميم اقتصاد مصر بأرتفاع معدل الديون وضخ المليارات للبلدان المصدرة للمنطقة الحرة وهنا لاقيم ولامبادئ ولاسياسات تعالج ما أفسده هذا الإنفتاح الإستهلاكى .
ففى بيتنا ونحن أسرة فقيرة نتعايش بمعاش والدى المتوفى أصبح لدينا الغسالة المجرية بسعر ثلاثون جنيها وتليفزيونا14بوصة ماركة ناشيونال بسعر خمسة وخمسون جنيهاً والمكواة والراديوكاسيت والبوتاجاز فى غضون شهور قليلة لم يرهق كاهلنا سداد أقساطهم إلى أن أكتملت ببيتنا كل سبل الرفاهية الجديدة علينا ونحن نموذج لملايين الحالات ببورسعيد.
وسنتابع فى الأعداد القادمة بمشيئة الله تعالى

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

بورسعيد مدينة الصمود ، ورمز التحدي في أيام الزمن الجميل ، زمن كان همنا كلنا الوطن ، يجمعنا صوت واحد ، وهدف واحد .. تحية لهذا الوفاء يا أستاذ محمد

محمد سامي البوهي

بسم الله الرحمن الرحيم

أحبائى الكرام أهلاً ومرحباً بكم قدمت هذه المدونة لتكون أشعارى وقصائدى بين أياديكم وكتاباتى المتنوعة متمنياً أن تنال رضاكم وارجوكم موافاتى بتعليقاتكم وآراءكم ولنجعلها جسراً للتواصل بينى وبينكم فأنا منكم وبكم .. مع الشكر وخالص تحياتى وتقديرى لكم جميعاً








أذكر الله العلى العظيم

أذكر الله العلى العظيم
خالد محمدأسامة

أذكرالله العلى العظيم

أذكرالله العلى العظيم
عمرمحمدأسامة

فنار بورسعيد

فنار بورسعيد
فنار بورسعيد القديم حجبته الأبنية العالية حالياً

بحر الكنال

بحر الكنال
مدخل بورسعيد لقناة السويس

أهلا ومرحبـــا بكم بمدينتى الغالية بورسعيد الباسلة


بورسعيد نغم الموج وسلك السمسمية

الأستماع لأحد الشعراء

الصديق عادل منسى متحدثاً

من ندوة شروق

من ندوة شروق

مع الشاعر عبد الناصرحجازى

خريطة القناة

للبحر لغات يتقنها البورسعيدية

أمسية شعرية

أمسية شعرية
لقطات لندوة صالون شروق